الدليل النهائي لإطارات التنانير

في عالم الموضة الحديثة، يمكن أن تكون التنانير بأطوال مختلفة، سواء كانت طويلة جدًا أو قصيرة للغاية، بينما كانت تنانير القرون الماضية تحتاج أحيانًا إلى عشرات الأمتار من القماش. ولربط هذا الكم الهائل من الأقمشة، كان لا بد من إضافة إطار صلب يدعم الشكل، ولهذا السبب بدأت تظهر في تلك الفترات أدوات إضافية مخصصة للتنانير. فالابتكار في الموضة كان دومًا يسير جنبًا إلى جنب مع التقدم التقني، يغذي كلٌ منهما الآخر بالأفكار والتجديد، ولهذا اختلفت أشكال الإطارات باختلاف العصور. وبما أن الموضة دائرية بطبيعتها، والمصممون المعاصرون غالبًا ما يعودون إلى نماذج الأزياء من القرون الماضية، فلا ضرر من التعرّف على أنواع التنانير الهيكلية. إذًا، ما الفرق بين “بانير” و”فارثينغيل” و”كرينولين” و”بوستل”؟
أول تنورة بهيكل صُنعَت كانت تُعرف باسم بانير. وكانت هذه البنية تتألف من إطار دائري مصنوع من أطواق معدنية أو خشبية متصلة بشرائط. وتُرتدى فوقها تنانير داخلية. وكان على السيدات في ذلك العصر إتقان فنّ المشي بطريقة تجعل التنورة تتمايل وتفتح بين الحين والآخر، كاشفةً عن طرف التنورة السفلية أو الكاحل، ما كان يثير فضول السادة المتفرجين.
في السنوات التالية، بدأ حجم التنانير يزداد نتيجة للإضافات الجانبية، مع بقائها مسطّحة من الأمام والخلف. وهنا دخلت فارثينغيل إلى عالم الموضة، وكان إطارها مصنوعًا من عظام الحوت. كانت وظيفتها العملية تتيح طيّها، ما كان مفيدًا للغاية، إذ لم تكن جميع الأبواب في ذلك الزمان واسعة بما يكفي لعبور السيدات بفساتينهنّ المنتفخة. كانت هذه الإطارات مثبتة بمفصلات، وتتمكن النساء من ضغطها بمرفقيهنّ عند الحاجة.
المرحلة الثالثة في تطور التنانير الهيكلية جاءت مع اختراع كرينولين في منتصف القرن التاسع عشر. وبينما لم تصلنا أسماء مبتكري النماذج السابقة، فقد بقي اسم مصمم الكرينولين محفوظًا، وهو شارل فريدريك وورث. كانت الكرينولين تتكون من أطواق معدنية خفيفة مثبتة بشرائط، وتشبه القفص. وفيما بعد، طوّر وورث التصميم، فجعلها أكثر تسطحًا من الأمام وأضخم من الخلف، ما منح التنورة حجمًا هائلًا. ولتوفير الراحة، ابتكر المصمم مفصلات تساعد على ضغط وتوسيع الإطارات عند الحاجة.
حلت بوستل محل الكرينولين، وهي من ابتكار نفس المصمم الملكي، شارل وورث. وتتألف من وسائد صغيرة أو إطار معدني صغير على شكل شبكة، يُثبت في منطقة أسفل الظهر على الكورسيه، ما يمنح الجسم شكلًا انسيابيًا على هيئة الحرف “S”، وهو الشكل الذي بلغ ذروة الموضة في أواخر القرن التاسع عشر.