سيرة

لي ألكساندر ماكوين (17 مارس 1969 – 11 فبراير 2010) كان مصمم أزياء بريطانيًا أسس علامة “ألكساندر ماكوين” التجارية في عام 1992، كما شغل منصب المصمم الرئيسي لدار “جيفنشي” من عام 1996 إلى 2001. كان ألكساندر أصغر أبناء والديه الستة، رونالد وجويس ماكوين. كان والده سائق سيارة أجرة، بينما كانت والدته تعمل مدرسة للعلوم الاجتماعية.

ترك ماكوين المدرسة في سن 16 وبدأ حياته المهنية كمتدرب في “أندرسون آند شيبرد”، ثم عمل في خياطة بدلات الرجال في “سافيل رو”، بما في ذلك بدلة الأمير تشارلز نفسه. ويُقال إن المصمم ترك نقشًا بذيئًا داخل بطانة سترة الأمير باستخدام قلم تحديد.

في عام 1991، تخرج المصمم من كلية “سنترال سانت مارتينز” للفنون والتصميم في لندن. كان مشروع تخرجه مجموعة ملابس تحت عنوان “جاك السفاح يطارد ضحاياه”، والتي لفتت الانتباه فورًا وأصبحت نقطة تحول ونجاحًا كبيرًا في أعين الصحافة العالمية.

في بيئة إبداعية حرة، أطلق ماكوين العنان لموهبته: فساتين بطبعات حمراء كالدم وجماجم، ملابس مستوحاة من العصر الفيكتوري، وحركات غريبة مثل خياطة خصل من شعره داخل بطانة ملابسه في مغلفات بلاستيكية خاصة. في مقابلة له عام 1995 مع إحدى المجلات المتخصصة في الأزياء، أوضح ماكوين أن فكرة إضافة الشعر إلى البطانة استوحاها من بائعات الهوى الفيكتوريات اللواتي كُنّ يبعن خصل شعرهن كتذكارات.

في ربيع عام 2001، قدم ماكوين واحدة من أشهر وأروع مجموعاته تحت عنوان “فوس”. كان العرض يتضمن مكعبًا زجاجيًا كبيرًا في وسط القاعة، يشبه جناح مستشفى للأمراض النفسية. لم تكن جدران المكعب مضاءة من الداخل، لذا لم يكن الجمهور يرى سوى انعكاساتهم.

لم يحدث أي شيء لمدة ساعة تقريبًا، بينما كان ماكوين يراقب الجمهور الذي كان يتجنب النظر إلى المكعب حتى لا يرى انعكاسه. وصف المصمم هذه الحيلة بأنها محاولة “لتوجيه صناعة الأزياء نحو الناس”. وأخيرًا، ظهرت العارضات على منصة العرض وهنّ يرتدين الريش والأصداف مع رؤوس مغطاة بالضمادات. بلغت ذروة العرض عندما أضيء المكعب فجأة، فتحطمت جدرانه الزجاجية على الأرض، ليظهر بداخله جسد امرأة عارية مستلقية على أريكة وترتدي قناع غاز، بينما تطير الفراشات حولها. وصف الصحفيون هذه المجموعة بأنها “أفضل عمل لمسرح الموضة”.

كان ماكوين يؤمن بأن هوية الشخص الحقيقية تُحدد برائحته، لذا أطلق في عام 2003 أول عطر نسائي له بعنوان “كينغدوم”. أراد المصمم أن يبدأ العطر برائحة خفيفة ثم يتحول إلى نغمات قوية تكاد تكون ذكورية، تثير إحساسًا جنسيًا جارفًا. كان يحلم بأن يصبح هذا العطر أيقونيًا خالدًا بعيدًا عن تقلبات الموضة. وبعد عام، أُصدر العطر الرجالي من نفس السلسلة.

في عام 2006، أطلق ماكوين علامة فرعية تُدعى “McQ”، موجهة إلى جيل الشباب من الرجال والنساء الديناميكيين. لا تزال هذه العلامة موجودة حتى اليوم، وتضم مجموعاتها الملابس والأحذية والحقائب والأوشحة والنظارات الشمسية.
في مايو 2007، دخل ماكوين في مرحلة مظلمة من حياته بعد انتحار إيزابيلا بلو، أيقونة الصحافة في عالم الموضة وصديقته المقربة. استغرق الأمر وقتًا طويلًا ليستعيد توازنه. وفي خريف 2009، عاد بقوة إلى منصات العرض خلال أسبوع الموضة في باريس، حيث قدم مجموعة جديدة أثارت كالعادة الكثير من الجدل، حتى أن البعض اتهمه بكراهية النساء، زاعمين أن الشفاه المطلية باللون الأحمر الكثيف جعلت العارضات يبدون وكأنهن دمى جنسية.

كانت آخر مجموعة لماكوين بعنوان “أطلنطس أفلاطون”، والتي تم تقديمها عام 2010 كخيال ما بعد الكارثة. تضمنت هذه المجموعة الحذاء الشهير “أرماديلو” بكعبه الذي بلغ ارتفاعه 30 سم.

كان ألكساندر ماكوين مثلي الجنس بشكل علني، وقد أدرك ميوله الجنسية منذ أن كان في السادسة من عمره. في عام 2000، دخل المخرج الوثائقي جورج فورسايث حياته العاطفية. أقاما زفافًا رمزيًا على متن يخت في إيبيزا، حيث لم يكن زواج المثليين قد أُضفيت عليه الشرعية في إسبانيا إلا عام 2005.

بعد وفاة إيزابيلا بلو، تدهورت صحة ماكوين النفسية وتم تشخيصه باضطراب الاكتئاب. لم تُجدِ الأدوية نفعًا، فقد تم إنقاذه من جرعة زائدة مرتين في مايو ويوليو 2009. ولكن القشة الأخيرة التي قصمت ظهره كانت وفاة والدته جويس في 2 فبراير 2010 بعد صراع طويل مع السرطان.
في صباح 11 فبراير، عثرت مدبرة المنزل على ألكساندر ماكوين مشنوقًا في منزله بلندن. ترك رسالة قصيرة: “اعتنوا بكلابي، آسف، أحبكم، لي.” فيما بعد، تبيّن أنه أوصى بمبلغ 50 ألف جنيه إسترليني لضمان حياة مرفهة لكلابه.

بعد وفاته، أصبحت سارة بيرتون، التي كانت نائبته لمدة 14 عامًا، المديرة الإبداعية لعلامة “ألكساندر ماكوين”. استمرت الشركة في التوسع عالميًا وزادت من نطاق منتجاتها خلال السنوات التالية.