الزي الرسمي

على مدار العقود الماضية، تغيّر التعامل مع الملابس والموضة ليس فقط على منصات عروض الأزياء. فقد دفنَت الأزمة الاقتصادية لعام ٢٠٠٨ حالة الهوس الاستهلاكي التي سادت أوائل الألفية، بكل ما كانت تحمله من هوس بالعلامات التجارية والمبالغة في المظهر. أما اليوم — ومع كل هذا التنوع في المعروضات العصرية — لم تعد الأزياء الرائجة للموسم تُثير نفس الحماسة لدى المتسوقين. بل إن وفرة الخيارات أدّت إلى نتيجة عكسية: إذ بدأ عدد كبير من الناس يميل أكثر فأكثر إلى التقشّف في الأزياء.
وقد أُطلق على هذا التوجه اسم “الملبس الموحد”. أنصار هذا الأسلوب يضيفون إلى خزانة ملابسهم عددًا محدودًا ومحددًا من القطع التي لا تتغير مع مرور السنوات. فقد يطلب أحدهم دفعة واحدة من ١٠ إلى ١٥ قميصًا أبيضًا متطابقًا، أو — كما فعل ستيف جوبز ومارك زوكربيرغ — يكتفي بارتداء مجموعة من “تيشيرت/كنزة برقبة عالية + بنطال جينز” طيلة حياته. بينما يختار آخرون تركيبات أكثر تعقيدًا ولكنها أيضًا ثابتة، مثل كارل لاغرفيلد. الفكرة الأساسية هي عدم إهدار الطاقة الذهنية والوقت في التفكير في ما يجب ارتداؤه. قال باراك أوباما، الذي كان من المؤيدين بشدة لهذا النهج:
“أنا لا أرتدي سوى البدلات الرمادية والزرقاء لأنني لا أرغب في اتخاذ قرار حول ما سأرتديه. لدي الكثير من القرارات الأكثر أهمية.”
هذه الملابس لا تتبع صيحات الموضة، ولا تكشف عن شيء في شخصية صاحبها سوى الذوق الجيد. إن الرغبة في الظهور بمظهر أنيق، ولكن محايد بشكل متعمد، أصبحت بالفعل نوعًا من موضة هذا العصر.