هل تناول الطعام الحار يحرق السعرات الحرارية حقًا؟

لطالما ارتبط الطعام الحار بمجموعة من الفوائد الصحية، من تعزيز عملية التمثيل الغذائي إلى المساعدة في إنقاص الوزن. ولكن، هل هناك حقيقة وراء الادعاء بأن تناول الطعام الحار يمكن أن يحرق السعرات الحرارية فعليًا؟
مسألة حرارة
تنطلق فكرة أن الطعام الحار يساعد في إنقاص الوزن من الخصائص الحرارية لبعض المركبات الموجودة في الفلفل الحار، وأبرزها الكابسيسين. يُعد الكابسيسين المكون النشط المسؤول عن حرارة الفلفل الحار، وقد أُشير إلى أنه قد يزيد مؤقتًا من معدل الأيض ويحفّز الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية.
الكابسيسين والأيض
استكشفت دراسات علمية تأثير الكابسيسين على الأيض، وتشير النتائج إلى أنه قد يُحدث تأثيرًا طفيفًا في معدل إنفاق السعرات الحرارية. الحرارة الناتجة عن تناول الكابسيسين يمكن أن تؤدي إلى زيادة مؤقتة في معدل التمثيل الغذائي، مما قد يعزز من حرق بعض السعرات الزائدة. ومع ذلك، فإن التأثير العام على فقدان الوزن قد يختلف من شخص لآخر.
كبح الشهية
بعيدًا عن تأثيره المحتمل على الأيض، فقد ارتبط الكابسيسين أيضًا بكبح الشهية. تشير بعض الدراسات إلى أن تناول الأطعمة الحارة قد يساعد في تقليل إجمالي كمية الطعام المستهلكة، مما يؤدي إلى انخفاض في السعرات الحرارية المتناولة. هذا التأثير المزدوج على الأيض والشهية يفتح آفاقًا مثيرة لإدراج الطعام الحار ضمن إستراتيجية لفقدان الوزن.
فحص الواقع
رغم أن فكرة أن الطعام الحار يحرق السعرات الحرارية تبدو جذابة، فإنه من الضروري التعامل معها بواقعية. فآثار الكابسيسين على عملية الأيض ليست كبيرة بما يكفي لتكون بديلًا عن النظام الغذائي الصحي وممارسة التمارين الرياضية بانتظام. يبقى فقدان الوزن عملية معقدة تشمل عدة عوامل، منها إجمالي استهلاك السعرات، ومستوى النشاط البدني، والتمثيل الغذائي الفردي.
إدراج الأطعمة الحارة في نظام غذائي صحي
بدلًا من الاعتماد الكامل على الأطعمة الحارة كوسيلة لفقدان الوزن، من الأفضل إدراجها كجزء من نظام غذائي متوازن ومتنوع. إضافة مجموعة من التوابل والفلفل الحار يمكن أن يعزز نكهة وجباتك ويجعل تناول الطعام أكثر متعة، دون الاعتماد فقط على التأثيرات الحرارية المحتملة لحرق السعرات.