Cassidy Smith
من كاليفورنيا إلى أثينا وإسطنبول، كانت رحلتي في عالم عرض الأزياء مغامرة حقيقية بكل معنى الكلمة. بدأت القصة عندما كنت في الخامسة من عمري فقط، ولم أكن أعلم حينها أن هذه التجربة المبكرة ستمهد الطريق لمسيرة مهنية تأخذني حول العالم قبل أن أبلغ العشرين.
عندما كنت أكبر، كان والداي هما أكبر داعمين لي. غرسا فيّ إيمانًا عميقًا بأنني أستطيع تحقيق أي شيء أضعه نصب عيني، وكان هذا الدعم المستمر هو الوقود لأحلامي الأولى في مجال عرض الأزياء. كانت والدتي رفيقتي الدائمة في رحلاتنا التي لا تُحصى من منزلنا في شمال كاليفورنيا إلى سان فرانسيسكو لجلسات التصوير والعمل. كانت تلك الرحلات الطويلة مليئة بالأحاديث الجميلة والضحكات، وكانت تجربة تقربنا من بعضنا البعض، وسأظل أعتز بها دائمًا.
في الصيف الماضي، حظيت بفرصة رائعة للعمل في أثينا، اليونان. كانت هذه المدينة النابضة بالحياة سوقًا ممتعًا جدًا للعمل فيه، وبعد تجارب الأداء كنا غالبًا ما نذهب إلى الشاطئ – أليست وظيفة رائعة؟! هذا الصيف، استمرت رحلاتي وجاءت بي المغامرة إلى إسطنبول، تركيا. الثقافة، ودفء الناس، والروابط والفرص التي حصلت عليها جعلت من هذه المرحلة من حياتي تجربة لا تُنسى. ولمن يحب القطط، فهذه المدينة مثالية! أحيانًا تكون الوكالات مغلقة على نفسها، لكن هنا لاحظت أن جميع الوكلاء والسائقين وعارضي وعارضات الأزياء أصدقاء، بغض النظر عن الوكالة التي يعملون بها. وهذا يجعل تجارب الأداء سلسة، والجميع يفرح لنجاحات الآخرين. في إسطنبول، تكون الكاستينغات سريعة ومباشرة – تقف في صف مع فتيات وكالتك وتحملين بطاقة العرض الخاصة بك ليراها العملاء. بعض التجارب لا تستغرق أكثر من خمس دقائق، وأخرى قد تمتد إلى ساعة.
خلال أسبوع عطلة في إسطنبول، قررت زيارة أصدقائي في اليونان من الصيف الماضي. وبينما كنت جالسة في سيارة أجرة في طريقي إلى الشاطئ، رأيت فجأة لوحة إعلانية تحمل صورتي! أشرت من النافذة، وأدرك السائق أنها صورتي فعلًا، فانتابه حماس شديد، حتى أنه توقف خصيصًا لأتمكن من النزول والتقاط الصور بجانب اللوحة. كانت لحظة شعرت فيها أن الرحلة قد اكتملت!
ربما أحد أجزائي المفضلة في عرض الأزياء على المستوى الدولي هو الأشخاص الرائعون الذين تعرفت عليهم من كل أنحاء العالم. زميلاتي في شقة العارضات كن من كل قارات العالم تقريبًا. كانت محادثاتنا لساعات عن أوطاننا واختلاف ثقافاتنا من أجمل الذكريات التي سأحملها معي دائمًا. هذه الأحاديث العميقة كانت لحظات مميزة في أغلب رحلاتي.
في أحد الأيام في إسطنبول، خرجت مع صديقتي العارضة لتناول القهوة بعد الكاستينغ. بقينا هناك لمدة 4-5 ساعات نتحدث عن كل شيء. قالت لي إنها تتساءل إلى أين ستأخذها الحياة. كانت تفتقد صديقها المقرب جدًا. وفي نهاية الأسبوع التالي، فاجأها بزيارة إلى إسطنبول. لم أسمع منها الكثير في ذلك الوقت، لذا أرسلت لها رسالة أسأل كيف كان وقتها معه. فجاءني ردها بصورة خاتم جميل جدًا! كنت في حالة من الذهول الشديد عندما سمعت الخبر – لقد خُطبت! فرحت لها كثيرًا لدرجة أنني ركضت إلى شقتها وعانقتها بشدة!
لقد كنت محظوظة جدًا بالعيش مع فتيات رائعات في شقق العارضات في إسطنبول. بعد الكاستينغ، كنا نذهب إلى حدائق القطط، نجرب أطعمة جديدة، ونستكشف المدينة معًا. أحيانًا كنا ننظم ليالي أفلام، فكانت الأجواء ممتعة جدًا.
بالطبع، عرض الأزياء له تحدياته. مع تعدد التجارب اليومية، من الضروري دائمًا أن تبدين وتشعرين بأفضل حال. ولحسن الحظ، فإن دفء الناس في إسطنبول وحسن ضيافتهم يجعل الأمور أسهل بكثير. كانت وكالتي توفر لنا سائقًا يأخذنا إلى الكاستينغات والأعمال، وهو ما كان يخفف الكثير من الضغط خاصة في مدينة لا أتحدث لغتها المحلية على الإطلاق. وبفضل تجاربي في عرض الأزياء بالخارج، أصبح لدي أصدقاء من جميع أنحاء العالم – من لندن والدنمارك والصين والبرازيل وليتوانيا وجنوب أفريقيا وغيرها. لقد أغنت هذه العلاقات حياتي بشكل لا أستطيع وصفه.
حتى الآن، كانت رحلتي في عرض الأزياء تجربة مليئة بالإثارة غيّرت حياتي. إلى السعي وراء الأحلام، واحتضان التجارب الجديدة، والعيش بشغف – مدينة تلو الأخرى!
