محادثات الموضة

تتنوع الملابس في جنوب إفريقيا بشكل كبير بين القبائل والمجموعات الثقافية المختلفة. لكل قبيلة أو مجموعة عرقية زيها التقليدي الذي يعكس عاداتها الفريدة ومعتقداتها وتاريخها. غالبًا ما تتضمن هذه الأنماط من الملابس أنماطًا وألوانًا وأقمشة وتصاميم مميزة خاصة بالمجموعة الثقافية المعنية.

كيب مالاي

كيب مالاي هي مجموعة عرقية أقلية هاجرت إلى جنوب إفريقيا من جنوب شرق آسيا خلال فترة تجارة الرقيق. في كيب تاون، حيث يقيمون بشكل أساسي، يعتنق مجتمع كيب مالاي الدين الإسلامي. في حين أن ملابسهم اليومية تشبه الملابس الغربية، فإنهم يرتدون الملابس التقليدية عند زيارة المساجد، وحضور المدارس الدينية، وخلال الاحتفالات الخاصة، على غرار الهنود الجنوب أفارقة.

تلتزم نساء كيب مالاي بالممارسات الدينية من خلال ارتداء أشكال مختلفة من الحجاب الإسلامي، وغالبًا ما يتم تنسيقها مع التنانير الطويلة أو الملابس التي تعكس الطابع الشرقي خلال التجمعات داخل المجتمع الإسلامي.

يرتدي الرجال عادة القبعات الدينية أو العمائم والجلابيب المستوحاة من الموضة العربية عند حضور الصلاة في المسجد. في السابق، كان يرتدي كبار السن الطرابيش الحمراء مع البدلات الرسمية والربطات، ولكنها استُبدلت تدريجيًا بالكوفية البيضاء العالية. مع مرور الوقت، تحولت الموضة نحو الملابس الغربية غير الرسمية، مما أدى إلى تلاشي الفروقات الواضحة بين ملابس كيب مالاي وملابس غير المسلمين.

خوسا

تتميز ملابس شعب الخوسا بتعقيدها، حيث تتشكل وفقًا لمراحل العبور والوضع الاجتماعي. بالنسبة للنساء، تعكس الملابس والإكسسوارات مراحل الحياة المختلفة. يتكون الزي التقليدي لنساء الخوسا عادةً من تنانير طويلة ومآزر مصنوعة من أقمشة مطبوعة أو مطرزة بشكل رائع. تزين الأعناق بقلائد خرزية معقدة تُعرف باسم “إثومبو”، بالإضافة إلى الأساور والخلخال المزينة بالخرز. وترتدي النساء المتزوجات تقليديًا “إيكهيا”، وهو وشاح للرأس، بينما تكتمل الإطلالة بالأردية المطرزة أو الأغطية.

يرتدي رجال الخوسا تقليديًا ملابس تعكس أدوارهم كمحاربين وصيادين، وغالبًا ما تشمل جلود الحيوانات. في المناسبات الخاصة، قد يرتدون التنانير المطرزة مع قطعة قماش مستطيلة توضع على الكتف الأيسر، أو يختارون ارتداء قميص فضفاض مزين بعقود خرزية.

زولو

على غرار ثقافة الخوسا، تمر نساء الزولو بتغييرات في الملابس تتناسب مع مراحل الحياة المختلفة. ترتدي الفتيات غير المتزوجات تسريحات شعر قصيرة وتنورات مصنوعة من القصب مزينة بالخرز. عند الخطوبة، تبقى الملابس مشابهة ولكن يتم تغطية الصدر ويُسمح للشعر بالنمو.

عند الزواج، يتغير الزي للإشارة إلى الحالة الاجتماعية الجديدة. تقوم المرأة المتزوجة بتغطية جسمها بالكامل، غالبًا بتنورة سميكة مصنوعة من جلد البقر، والتي يتم تليينها بالدهون الحيوانية والفحم. بينما كان العرف التقليدي يقضي بتغطية الصدر بقطعة قماش، فإن الإصدارات الحديثة قد تشمل صدريات قطنية أو حمالات مزينة بالخرز، إلى جانب العقود المزينة بالخرز. ومن العناصر المميزة لزي النساء المتزوجات القبعات الدائرية المصنوعة من القش والقطن، والمعروفة باسم “إزيكولو”.
يرتدي رجال الزولو تقليديًا جلود الحيوانات والريش، حيث تشير أنواع الجلود إلى مكانتهم الاجتماعية. تُرتدى خصلات ذيل البقر، المعروفة باسم “أماشوبا”، حول الأذرع العلوية وأسفل الركبتين لإضفاء مظهر أوسع.

يعرف المئزر التقليدي الذي يرتديه الرجال لتغطية المؤخرة باسم “إبشيو”، وهو مصنوع من جلد العجل لنعومته وسهولة معالجته. يتوفر بطولين: الطول الذي يصل إلى الركبة للشباب، وهو مثالي للقتال والصيد والرقص، والطول الذي يصل إلى الكاحل للرجال الأكبر سنًا، الذين تقل مشاركتهم في هذه الأنشطة.

تسونغا

تنحدر قبيلة تسونغا (شاغان) من قبيلة الزولو، وتستوطن بشكل أساسي المقاطعات الشمالية لجنوب إفريقيا. يرتدي رجال تسونغا جلود الحيوانات، بينما تختار النساء الأزياء الزاهية المزينة بالخرز والتنانير المجمعة المعروفة باسم “إكسيبيلاني”.

نديبيل

تشتهر قبيلة نديبيل بأعمالها الفنية المعقدة والمزينة بالخرز. من السمات البارزة لملابس نساء نديبيل المئزر. ترتدي الفتيات الصغيرات مآزر صغيرة مزينة بالخرز، بينما تحصل الفتيات الأكبر سنًا على “إيسيفيفيتو” من أمهاتهن، وهي مآزر خرزية متقنة. كما يرتدين “إيسيغولواني”، وهي أطواق خرزية سميكة حول العنق والذراعين والساقين والخصر.

ترتدي النساء المتزوجات مآزر أطول مصنوعة من الجلد المقوى، مزينة بتصاميم هندسية معقدة. بالإضافة إلى ذلك، يرتدين “إيسيغولواني” وخواتم نحاسية تُعرف باسم “إيدزيلا” حول العنق والكاحلين والذراعين. لا تغطي الفتيات غير المتزوجات والنساء صدورهن، بينما ترتدي النساء المتزوجات بطانيات مخططة متعددة الألوان أو مزينة بالخرز فوق أجسادهن العليا.

يرتدي رجال نديبيل مآزر من جلود الحيوانات مع صدريات خرزية تُعرف باسم “إيبوريانا”، والتي ترمز إلى الرجولة ويتم منحها للشباب من قبل آبائهم بعد طقوس البلوغ. تشمل الملابس التقليدية الأخرى عصابات رأس من جلود الحيوانات وأشرطة للكاحل وأردية مزينة.

فيندا

في تقاليد فيندا، ترتدي الفتيات عادةً “شيدو”، وهو مئزر صغير يغطي منطقة العانة. مع تقدمهن في العمر، ينتقلن إلى ارتداء “نويندا” حول الخصر أو فوق الكتف، وهو مصنوع من قماش مخطط بألوان زاهية. تكمل الإكسسوارات مثل العقود الخرزية والأساور وعصابات الرأس مظهرهن التقليدي.

يرتدي رجال فيندا تقليديًا “تسيندي”، وهو مئزر مصنوع من قطعة مثلثة من جلد الحيوان، يغطي الأمام ويمر بين الساقين ويربط عند الظهر. خلال المواسم الباردة، كانوا يرتدون أيضًا عباءة فوق الأكتاف. في الوقت الحاضر، غالبًا ما يختار رجال فيندا القمصان المصنوعة من قماش “نويندا” مع السراويل.