Edith Head

إديث كلير هيد (الاسم عند الولادة: بوسينور، 28 أكتوبر 1897 – 24 أكتوبر 1981)، المعروفة باسم إديث هيد، كانت شخصية بارزة في عالم تصميم الأزياء، واشتهرت بتأثيرها الكبير على العصر الذهبي لهوليوود. تُعد واحدة من أعظم وأكثر مصممي الأزياء تأثيرًا في صناعة السينما الأمريكية.
وُلدت إديث لعائلة من المهاجرين الألمان واليهود، ماكس بوسينور وآنا ليفي، اللذين كانا يمتلكان متجرًا صغيرًا لبيع الأقمشة في ذلك الوقت. بدأت مسيرتها نحو الشهرة من خلال دراستها للفنون والتصميم في جامعة كاليفورنيا، بيركلي. دخلت عالم تصميم الأزياء بشكل متواضع عندما انضمت إلى استوديوهات باراماونت عام 1924 كفنانة رسم، ولكن سرعان ما برزت بفضل دقتها الفائقة وإحساسها الفطري بالأناقة، مما أدى إلى تعيينها رئيسة لقسم الأزياء في باراماونت عام 1938.
على مدار مسيرة مهنية امتدت لأكثر من خمسة عقود، ساهمت تصاميم إديث هيد في تحديد جوهر سحر هوليوود البصري. عُرفت باهتمامها الشديد بالتفاصيل وقدرتها على ابتكار أزياء تُبرز شخصيات النجوم الذين ترتديها. لم تكن تصميماتها مجرد ملابس، بل كانت عناصر أساسية في سرد القصص، حيث تندمج بسلاسة مع السرد لتعزيز عمق الشخصيات.
من أبرز أعمالها تصميم الأزياء لأفلام مثل “كل شيء عن حواء” (1950) و**”الوصايا العشر” (1956)**، حيث لعبت تصميماتها دورًا محوريًا في تشكيل الطابع البصري للأفلام. فازت بجائزة الأوسكار عن تصميم أزياء فيلم “عطلة رومانية” (1953)، واستمرت في تحقيق النجاحات، حيث حصلت على ثماني جوائز أوسكار طوال مسيرتها، مما جعلها واحدة من أكثر مصممي الأزياء تكريمًا في تاريخ السينما.
لم يقتصر تأثير هيد على التصميمات فقط، بل ساهمت في وضع معايير جديدة لصناعة الأزياء السينمائية. كانت رائدة في فهم كيف يمكن للملابس أن تعزز شخصية الممثل وتدفع القصة إلى الأمام. اشتهرت باستخدامها المبتكر للأقمشة والقصات والألوان، ما جعل تصاميمها معيارًا يُحتذى به في عالم الأزياء السينمائية.
امتد تأثيرها إلى ما هو أبعد من الشاشة الكبيرة، حيث أثرت تصاميم إديث هيد على صيحات الموضة في عصرها، وأصبحت أنماطها الأنيقة والراقية مرادفة لسحر هوليوود. تعاونت مع العديد من النجمات البارزات في عصرها، مثل أودري هيبورن، غريس كيلي، وإليزابيث تايلور، وساهمت في خلق إطلالات أيقونية خالدة.
تقاعدت هيد في أواخر الستينيات، لكنها بقيت شخصية موقرة في عالم الموضة حتى وفاتها في 24 أكتوبر 1981. ورغم رحيلها، لا تزال إرثها حيًا من خلال الأناقة الخالدة لتصاميمها والتأثير العميق الذي تركته على عالم الأزياء السينمائية. أصبح اسمها مرادفًا لعصر هوليوود الذهبي، وتُحتفى أعمالها حتى اليوم لما تميزت به من إبداع وابتكار.
بفضل روحها الريادية وموهبتها الفذة، رسّخت إديث هيد مكانتها كأسطورة في عالم الأزياء، وربطت اسمها إلى الأبد بسحر وفن هوليوود الكلاسيكي. توفيت قبل أيام من عيد ميلادها الرابع والثمانين بسبب مرض مستعصٍ في نخاع العظم، إلا أن اسمها لا يزال خالدًا في عالم الموضة.