Elsa Schiaparelli

إلسا شياباريللي (10 سبتمبر 1890 – 13 نوفمبر 1973) كانت مصممة الأزياء الإيطالية الأسطورية التي تركت بصمة لا تُمحى في عالم الموضة، محولةً إياها إلى شكل من أشكال الفن الذي يجمع بين عناصر السريالية والعملية.
النشأة والتأثيرات المبكرة
وُلدت شياباريللي في عائلة أرستقراطية في روما، وكانت سنواتها المبكرة مليئة بالتعرض لعوالم الفن والأدب. كان والدها، سيليستينو شياباريللي، باحثًا مرموقًا وخبيرًا في الدراسات الشرقية، بينما كانت والدتها، ماريا-لويسا، تنحدر من عائلة غنية تميل نحو الفنون. أما عمها، جيوفاني شياباريللي، فكان الفلكي الشهير الذي اكتشف قنوات كوكب المريخ. هذا الجو الفكري والفني الذي نشأت فيه كان له تأثير كبير على أعمالها اللاحقة ونهجها المبتكر في عالم الموضة.
1910-1920: سنوات شياباريللي المبكرة
تميزت سنوات شياباريللي المبكرة بانخراطها في المشهد الفني البوهيمي في باريس. خلال هذه الفترة، تأثرت بشدة بالحركة الفنية الطليعية، التي وجدت لاحقًا تعبيرًا لها في تصاميمها للأزياء. في عام 1927، افتتحت أول بوتيك لها في باريس، مما أطلق بداية مسيرتها اللامعة في صناعة الموضة.
1930-1940: الصعود إلى الشهرة الدولية
شهدت الثلاثينيات صعود شياباريللي إلى الشهرة العالمية. تحدت تصاميمها المعايير التقليدية، مقدمةً عناصر مبتكرة مثل استخدام السحابات، الأقمشة الاصطناعية، والطباعة الجريئة. وكان تعاونها مع فنانين مثل سلفادور دالي قد أدى إلى خلق قطع أيقونية كانت تمزج بين الموضة والفن. من أشهر أعمالهم المشتركة كان “قبعة الحذاء”، التي تضم حذاء ذو كعب عالٍ كغطاء رأس، وفستان “اللوبستر”، حيث تم رسم سرطان البحر على فستان سهرة من الحرير الأبيض. أصبح اللون الزهري المشرق “Shocking Pink” الذي اشتهرت به شياباريللي مرادفًا لعلامتها التجارية.
1940-1950: الحرب العالمية الثانية وتغيير الاتجاه
أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى تعطيل صناعة الموضة، مما دفع شياباريللي إلى إعادة تركيز تصاميمها. أغلقت مؤقتًا ورشتها في باريس وانتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث ساهمت في جهود الحرب بتصميم الزي الرسمي لفرقة الجيش النسائية. على الرغم من التحديات التي فرضتها الحرب، استمرت شياباريللي في الابتكار، مركزةً على التصاميم العملية والوظيفية دون المساس بالأناقة.
1950-1973: العودة إلى باريس
عودتها إلى باريس في الخمسينيات شهدت فترة جديدة من الإبداع والتجربة. كانت شياباريللي واحدة من أولى المصممين الذين استخدموا السحابات في ملابس النساء، حيث أدرجت السحابات بشكل مرئي كعنصر زخرفي، متحدية بذلك المفاهيم التقليدية حول كيفية استخدام السحابات في الموضة.
على الرغم من أن دار أزيائها أغلقت في عام 1954، إلا أن تأثير شياباريللي في صناعة الموضة وتصاميمها المبتكرة استمرت في إلهام المصممين المعاصرين. في عام 2012، تم إحياء علامة شياباريللي التجارية مع مدير إبداعي جديد. وقد شهدت العلامة التجارية انتعاشًا في السنوات الأخيرة، مع التركيز على الأزياء الراقية ومجموعات الجاهز للارتداء.