سيرة

غابي أغيون (الاسم عند الولادة: هانوكا؛ 3 مارس 1921 – 27 سبتمبر 2014)، مؤسسة دار الأزياء “كلوي”، كانت شخصية رائدة في عالم الموضة، عُرفت بأنها صاحبة فكرة الأزياء الجاهزة الفاخرة. وُلِدت في الإسكندرية، مصر، لعائلة يهودية فرنسية، ونشأت في بيئة كوزموبوليتانية أثرت لاحقًا على فلسفتها في التصميم. انتقلت إلى باريس عام 1945 مع زوجها ريمون أغيون، حيث وضعت بصمتها الخالدة في صناعة الأزياء.

في أوائل الخمسينيات، لاحظت أغيون وجود فجوة في السوق بين الخياطة الراقية (الهوت كوتور) والملابس الجاهزة منخفضة الجودة. في ذلك الوقت، كانت تصاميم الموضة مقيدة ورسميّة، وموجهة فقط لطبقة الأثرياء. تخيلت أغيون نهجًا جديدًا، يقدم ملابس أنيقة وعالية الجودة لجمهور أوسع. أسست دار “كلوي” عام 1952، وأطلقت عليها هذا الاسم تيمنًا بابنة صديقتها، لأن الاسم بدا ناعمًا وأنثويًا، وعكس روح العلامة.

كانت رؤية أغيون لـ”كلوي” ثورية. قدمت مفهوم “الجاهز للارتداء” (prêt-à-porter)، حيث صممت قطعًا أنيقة وعملية يمكن للمرأة ارتداؤها في حياتها اليومية. كان هذا تحولًا جذريًا عن تقاليد الخياطة حسب الطلب التي تميز بها الهوت كوتور، ولاقى صدى لدى جيل جديد من النساء الباحثات عن أزياء تجمع بين الفخامة وسهولة الوصول. عرضت “كلوي” مجموعتها الأولى عام 1956 في مقهى “كافيه دو فلور” في باريس، وتميزت بتصاميمها ذات الخطوط الناعمة والانسيابية، مع لمسة من الأناقة المريحة.

تحت قيادة أغيون، أصبحت “كلوي” منصة انطلاق للعديد من أبرز المصممين في عالم الموضة. انضم كارل لاغرفيلد إلى الدار في الستينيات، وساهم في ترسيخ مكانة “كلوي” كدار أزياء رائدة، من خلال تصاميمه الرومانسية ذات الطابع البوهيمي. كانت أغيون تمتلك عينًا ثاقبة لاكتشاف المواهب، وقدمت الفرص الأولى للعديد من المصممين الشباب، مما عزز الإبداع والتجديد في “كلوي”.

لم يقتصر تأثير أغيون على دار “كلوي” فحسب، بل امتد ليشمل صناعة الأزياء بأكملها. فقد لعبت دورًا رئيسيًا في تغيير القواعد السائدة، ودعت إلى ديمقراطية الموضة الفاخرة، حيث أصبحت الأزياء الجميلة متاحة لشريحة أوسع. أسست بفلسفتها هذه أرضية لازدهار صناعة الأزياء الجاهزة على المستوى العالمي اليوم.

توفيت غابي أغيون عام 2014 عن عمر يناهز 93 عامًا، لكن إرثها لا يزال حيًا من خلال “كلوي” والعديد من المصممين الذين ألهمتهم. تستمر رؤيتها التي جمعت بين الفخامة والعملية في التأثير على عالم الموضة، مما يجعلها واحدة من الشخصيات الأكثر أهمية في تاريخ الموضة الحديثة.