Gianni Versace

جيوفاني ماريا “جياني” فيرساتشي (2 ديسمبر 1946 – 15 يوليو 1997) كان مصمم أزياء إيطاليًا، ومؤسس دار الأزياء فيرساتشي، حيث قام بتصميم الإكسسوارات، والعطور، ومستحضرات التجميل، والأثاث المنزلي، والملابس.
وُلِد المصمم المستقبلي في بلدة ريجّو دي كالابريا بجنوب إيطاليا. كان والدا جياني يمتلكان متجرًا صغيرًا للملابس، وكان المصدر الرئيسي لدخل العائلة. منذ صغره، كان جياني يساعد والديه في اختيار الملابس والإكسسوارات لعرضها في واجهة المتجر. وبفضل اهتمامه الكبير بعالم الموضة منذ الطفولة، تعلم جياني ليس فقط تنسيق واجهات العرض، بل بدأ أيضًا في فهم جميع تفاصيل القصّات والأقمشة.
إلى جانب الملابس، كان جياني مولعًا أيضًا بالرسم. حتى أن والديه اعتقدا أنه قد يصبح مهندسًا معماريًا. بعد إنهاء دراسته المدرسية، التحق جياني بالجامعة في كلية الهندسة المعمارية، لكنه أدرك سريعًا أن هذا التخصص لن يمنحه الرضا الإبداعي الذي يسعى إليه. بالإضافة إلى ذلك، أصرت والدته على أن يواصل مساعدة العائلة في المتجر. نتيجة لذلك، قرر الشاب ترك الجامعة والتركيز على أعمال العائلة.
حتى سن الخامسة والعشرين، عمل جياني في متجر العائلة، حيث كان يبتكر باستمرار إطلالات جديدة، ويساعد العملاء في اختيار الملابس، وفي الوقت نفسه، يتعلم أسرار تصميم الأزياء. لم يكن من المفاجئ أن يصبح اسمه معروفًا بين جميع عشاق الموضة في منطقته.
بعد أن شعر بالثقة في قدراته، انتقل جياني إلى ميلانو، عاصمة الموضة الإيطالية. وهناك، حالفه الحظ بالحصول على فرصة العمل مع ثلاثة من أشهر مصممي الأزياء في ذلك الوقت. وسرعان ما أصبح لا غنى عنه في عروض الأزياء، حيث كان يسافر في جميع أنحاء إيطاليا، وينظم العروض، ويساعد المصممين في تحضير مجموعاتهم.
مع اكتسابه للخبرة، بدأ جياني يحلم بإنشاء دار أزياء خاصة به، وبدأ بتخطيط أول مجموعة أزياء سيقدمها للعالم في ربيع عام 1978. حقق هذا العرض الأول شهرة فورية للمصمم الشاب، حيث لقيت المجموعة ترحيبًا حارًا من قبل عشاق الموضة في العواصم الكبرى والنقاد البارزين. في العام نفسه، قام جياني فيرساتشي بتسجيل علامته التجارية الخاصة باسمه، وافتتح أول متجر له، بمساعدة شقيقه سانتو وشقيقته دوناتيلا.
أصبحت رأس ميدوسا من الأساطير الإغريقية القديمة الشعار الرسمي لدار أزياء فيرساتشي. كان جياني مفتونًا بالأساطير القديمة، واعتبر ميدوسا رمزًا للجمال الساحر والمطلق.
في عام 1979، وبعد نجاح مجموعته النسائية، أطلق فيرساتشي خط أزياء للرجال أيضًا. تم عرض المجموعة الأولى ببراعة، وسرعان ما حاز المصمم على قاعدة جماهيرية واسعة، إلى جانب تقدير واحترام زملائه في صناعة الموضة.
خلال الثمانينيات، استمرت عروض فيرساتشي في تحقيق نجاح باهر. كل مجموعة جديدة كانت تُحدث ضجة كبيرة، حيث لم يكن جياني يخشى الابتكار في القصّات، وفضل التصاميم الجريئة التي تُبرز جمال الجسد. بالتوازي مع ذلك، افتتح فيرساتشي متاجره في العديد من دول العالم. وبفضل النجاح المتزايد، أصبح اسمه أكثر شهرة، وظهرت تصاميمه بشكل متكرر على أغلفة مجلات الموضة.
أما عن حياته الشخصية، فقد كانت مستقرة رغم ميوله غير التقليدية. كانت أول علاقة جدية له مع عارض الأزياء الشاب بول بيك، الذي بدأ لاحقًا بمواعدة دوناتيلا شقيقة جياني. تسبب هذا الحدث في قطيعة بين الشقيقين استمرت لأكثر من عام، قبل أن يتزوج بول من دوناتيلا لاحقًا. أما العلاقة العاطفية الثانية في حياة جياني، فقد استمرت حتى نهاية حياته، حيث كان شريكه أنطونيو داميكو، رئيس قسم الملابس الرياضية في دار فيرساتشي.
في 15 يوليو 1997، قُتل جياني فيرساتشي على درج فيلته في ميامي على يد القاتل المتسلسل أندرو كونانان. بعد جنازته، تولت دوناتيلا فيرساتشي قيادة دار الأزياء، بينما ورثت ابنة أخيه، أليجرا فيرساتشي، نصف أسهم إمبراطوريته. أما شريكه أنطونيو، فقد حصل على حق الإقامة في أي من فيلات فيرساتشي، إلى جانب مخصصات مالية شهرية سخية.
في عام 2018، تم الاستحواذ على الشركة من قبل مايكل كورس، لكن دوناتيلا فيرساتشي بقيت على رأس الإدارة الإبداعية للدار.