Jaeger-LeCoultre

جيجر لوكولتر هي واحدة من أكثر الأسماء احتراماً في عالم صناعة الساعات الفاخرة، معروفة بدقتها وابتكارها وحرفيتها. بدأت قصة هذه العلامة الأيقونية برجلين رائعين – أنطوان لوكولتر (1803–1881) وإدموند جيجر (1858–1922) – اللذين كانت شراكتهما وشغفهما بصناعة الساعات وتفانيهما في تحقيق التميز هو ما أسس شركة غيرت وجه صناعة الساعات إلى الأبد.
أنطوان لوكولتر (1803–1881)
وُلد أنطوان لوكولتر في عام 1803 في قرية صغيرة في سويسرا تُدعى “لو سانتييه”، ونشأ في قلب وادي “فاليه دو جو”، منطقة ذات تقاليد عميقة في صناعة الساعات. ورث أنطوان شغفه بالحرفية الميكانيكية من والده، الذي كان حرفيًا ماهرًا ومُجربًا. في عام 1833، بدافع من فضوله وتفانيه في تحقيق الدقة، أسس أنطوان ورشته الصغيرة الخاصة في “لو سانتييه”، ليبدأ رحلة ستؤدي في النهاية إلى إنشاء جيجر لوكولتر.
كانت إسهامات أنطوان في صناعة الساعات رائدة. كان شغوفاً بالدقة ويبحث باستمرار عن طرق لتحسين دقة قياس الوقت. من أبرز اختراعاته “الميكرومتر”، الذي ابتكره عام 1844، والذي كان أول جهاز قادر على قياس المسافات الدقيقة بحجم يصل إلى جزء من الألف من المليمتر. كان هذا الاختراع ثوريًا في وقته، حيث سمح لصانعي الساعات بإنشاء مكونات بدقة غير مسبوقة.
في عام 1847، طور أنطوان أيضًا نظام تعبئة بدون مفتاح، مما ألغى الحاجة إلى مفتاح التعبئة – ميزة لا تزال أساسية في العديد من الساعات حتى اليوم. وسرعان ما حظيت ابتكاراته بالاعتراف، وفي عام 1851 حصل على ميدالية ذهبية في المعرض الكبير في لندن تقديراً لعمله المتميز. وعند وفاته في عام 1881، كان أنطوان قد حقق سمعة كواحد من أكثر صانعي الساعات ابتكاراً واحتراماً في سويسرا.
إدموند جيجر (1858–1922)
وُلد إدموند جيجر في باريس عام 1858، وبدأ مسيرته المهنية في عالم صناعة الساعات مع اهتمام خاص بالدقة والميكانيكية للساعات الفاخرة. ركزت أعماله الأولى على تحسين الجوانب التقنية لتصميم الساعات، وبحلول ثمانينيات القرن التاسع عشر أصبح خبيراً معترفاً به في هذا المجال. جذب شغفه بالدقة والابتكار انتباه مجتمع صناعة الساعات السويسري.
في عام 1880، أسس جيجر علامته التجارية الخاصة في باريس، متخصصًا في الساعات وآليات الساعة عالية الدقة. قادته التزامه بالكمال والدقة إلى تطوير العديد من الابتكارات الرئيسية، بما في ذلك آليات نحيفة جدًا اعتبرت متقدمة بالنسبة لوقتها. انعكست تصاميم جيجر على تقدير عميق للجماليات، حيث كان يحرص على أن يكون كل قطعة ليست فقط متفوقة ميكانيكياً بل أيضاً جميلة من الناحية الفنية.
في عام 1903، تعاون جيجر مع ورشة أنطوان لوكولتر لصناعة بعض الساعات الأكثر تعقيدًا في تلك الفترة. كان هذا التعاون قائماً على رؤيتهم المشتركة التي تمزج بين الخبرة التقنية للوكولتر مع الذوق الأنيق لجيجر. وسرعان ما أثبتت الشراكة نجاحها، حيث أدت مواهب الرجلين إلى العديد من الابتكارات التي ستحدد مستقبل صناعة الساعات الفاخرة.
كان من أبرز محطات تعاونهما إدخال علامة جيجر لوكولتر في عام 1937 بعد وفاة كلا المؤسسين. فقد جمعت هذه العلامة بين إتقان لوكولتر الميكانيكي ونهج جيجر الإبداعي، مما أنتج علامة تجارية ستستمر في إنتاج بعض من أروع الساعات في التاريخ. ويعد ساعة “ريفيرسو”، التي تم تقديمها في عام 1931، واحدة من أشهر إبداعات العلامة التجارية، حيث تجسد قدرة العلامة على المزج بين التفوق التقني والأناقة الفنية.
توفي إدموند جيجر في عام 1922، تاركاً وراءه إرثاً سيستمر من خلال العلامة التجارية التي ساهم في تأسيسها. ويبقى تأثيره في عالم صناعة الساعات عميقاً، واسمه، إلى جانب أنطوان لوكولتر، مُخلد في الساعات التي لا تزال تحظى بتقدير من قبل جامعي الساعات وعشاقها.
معاً، ساهمت رؤية وإبداع وتصميم أنطوان لوكولتر وإدموند جيجر في وضع الأساس لما سيصبح جيجر لوكولتر، أحد الأسماء الأكثر بروزاً في عالم صناعة الساعات.