سيرة

جيمي تشو (مواليد 15 نوفمبر 1948) هو مصمم أزياء ماليزي من أصل صيني، مقيم في المملكة المتحدة، واشتهر بأحذيته النسائية المصنوعة يدويًا.

كان الاسم الكامل للصبي هو جيمي تشاو يانغ كيات، ولكن تم كتابة لقبه بشكل خاطئ في شهادة ميلاده ليصبح تشو. كان والده صانع أحذية موهوبًا ويمتلك ورشة صغيرة، حيث غرس في ابنه حب الأحذية منذ طفولته، كما نقل إليه معرفته ومهاراته. صنع جيمي أول زوج من الأحذية بنفسه عندما كان في الحادية عشرة من عمره.

عندما بلغ العشرين من عمره، ساعده والده على الانتقال إلى لندن للدراسة في كلية كوردوينرز التقنية، حيث اختار الشاب مهنة تصميم الأحذية. لم تكن المساعدة المالية من والده كافية لتغطية تكاليف الدراسة، لذا كان على المصمم الطموح أن يعمل ليكسب المال بنفسه، فعمل أولًا كمنظف في مصنع للأحذية، ثم في مطعم. لم يتمكن جيمي من دفع رسوم تعليمه فحسب، بل تمكن أيضًا من ادخار بعض المال. في عام 1983، تخرج من الكلية بمرتبة الشرف.

بعد التخرج، استأجر جيمي مستشفى قديمًا مهجورًا، وقام بتحديثه ليصبح ورشة لصناعة الأحذية، وفي عام 1988 جذبت أعماله انتباه إحدى مجلات الموضة التي نشرت صورًا لعارضات يرتدين أحذية من تصميمه. ساعده هذا على اكتساب شهرة واسعة، وكان من بين أول عملائه البارزين الأميرة ديانا، أميرة ويلز.

كما لفتت تصاميمه انتباه سيدة الأعمال الطموحة تمارا ميلون، التي كانت حينها مساعدة رئيس تحرير مجلة “فوغ”. اقترحت تمارا استخدام أموال مقترضة من والدها، صاحب علامة “فيدال ساسون”، لتوسيع علامة “جيمي تشو”. بدأ الفريق برأس مال أولي قدره 100,000 جنيه إسترليني.

في البداية، كان من المخطط أن تتولى تمارا الأمور المالية، بينما يركز المصمم على العملية الإبداعية. لكن في الواقع، أصبحت تمارا المديرة الإبداعية للشركة، بينما أوكل جيمي مهمة رسم تصاميم الأحذية في المجموعات الجديدة إلى ابنة أخته، ساندرا تشوي.

في عام 1998، تم افتتاح أول متجر رسمي لـ”جيمي تشو” في لندن. وبعد أسبوع من الافتتاح، بلغت المبيعات 3000 زوج من الأحذية. وبعد هذا النجاح المبكر، افتتح جيمي أول صالات عرض له في مدينتين رئيسيتين في الولايات المتحدة — نيويورك ولوس أنجلوس. كما ساهمت شخصية “كاري برادشو” من مسلسل “الجنس والمدينة” في تعزيز شعبية العلامة التجارية، إذ كانت من عشاق أحذية المصمم.

في عام 2001، قرر جيمي تشو الابتعاد عن جميع الأمور المالية، وباع حقوق العلامة التجارية ونصف حصته مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، بسبب خلافات بين مؤسسي الشركة وتركيزه على تصميم الأحذية للعملاء الخاصين. وفي الفترة نفسها، توسعت العلامة التجارية لتشمل الحقائب والنظارات الشمسية والأحزمة. وبعد سبع سنوات، باعت تمارا ميلون الشركة لمجموعة JAB Holding النمساوية مقابل 500 مليون جنيه إسترليني.

بعد خروجه من عالم الموضة، افتتح جيمي تشو مطعمه الخاص في لندن عام 2009 تحت اسم “ماكسميني”. وسرعان ما أصبح هذا المكان شائعًا بين الضيوف الأجانب وسكان لندن المحليين. كما كان المصمم يسافر كثيرًا إلى موطنه لدعم المصممين الناشئين.

في عام 2011، ظهر أول عطر يحمل اسم “جيمي تشو” في متاجر العلامة التجارية. وقد أذهلت هذه الخطوة موطنه الأصلي، ماليزيا، حيث تم إدراج سيرته الذاتية في كتب التاريخ المحلية، وأصبحت تُدرَّس في المدارس الماليزية.

لا تزال ساندرا تشوي تشغل منصب المديرة الإبداعية لـ”جيمي تشو” وتشرف على إصدار جميع المجموعات التي تحمل اسم العلامة التجارية.

وبصفته شخصًا يفضل الخصوصية، نادرًا ما يكشف جيمي تشو عن تفاصيل حياته الشخصية والعائلية، ومع ذلك، من المعروف أنه متزوج من ريبيكا تشوي ولديه طفلان، إميلي وداني.