Joseph and Jeff Foster (Reebok)

قصة جوزيف (المولود في 18 مايو 1935) وجيف فوستر (المولود في 3 سبتمبر 1933 – المتوفى في 30 مارس 1980)، الثنائي المؤسس لشركة ريبوك، هي حكاية رؤية وصمود وابتكار في صناعة الملابس الرياضية العالمية. وُلد الأخوان فوستر في عائلة تتمتع بإرث غني في صناعة الأحذية، وحوّلا بداياتهما المتواضعة إلى إمبراطورية، وأسسوا علامة تجارية أصبحت مرادفة للتفوق الرياضي والارتباط الثقافي.
كان جوزيف وجيف فوستر حفيدي جوزيف ويليام فوستر، رائد في صناعة الأحذية الرياضية الذي أسس شركة “جيه دبليو فوستر آند سونز” في عام 1895 في بولتون بإنجلترا. كان الجد فوستر من أوائل من صمموا وصنعوا أحذية رياضية مزودة بمسامير، وهي فكرة ثورية للرياضيين في ذلك الوقت. نالت أحذيته اليدوية شهرة واسعة وارتداها بعض من أفضل الرياضيين في العالم، بما في ذلك الحاصلين على ميداليات أولمبية.
نشأ الأخوان فوستر في ظل إرث جدهم المبتكر، وطوّرا فهمًا عميقًا للحرفية وشغفًا بصناعة الأحذية. بحلول خمسينيات القرن الماضي، كانا مستعدين لاتخاذ خطواتهما الخاصة في هذه الصناعة، مدفوعين برؤية لتحديث الأحذية الرياضية وجعلها متاحة لشريحة أوسع من الجمهور.
في عام 1958، أسس جوزيف وجيف فوستر شركة جديدة باسم “ميركوري سبورتس فوتوير” لتحقيق أفكارهما. وبعد فترة وجيزة، أعادا تسمية الشركة إلى “ريبوك”، مستوحاة من كلمة “ريبوك” في اللغة الأفريكانية، التي تعني نوعًا من الظباء المعروف بسرعته وخفته. كان هذا الاسم يجسد هدفهما المتمثل في تصميم أحذية تعزز الأداء الرياضي.
كانت السنوات الأولى لريبوك مليئة بالتحديات. واجه الأخوان منافسة شديدة من العلامات التجارية الراسخة وعَمِلا من مصنع صغير في بولتون. ومع ذلك، بدأت التزامهما بالجودة والابتكار يؤتي ثماره. قدما أحذية خفيفة ومرنة مصممة لتلبية احتياجات الرياضيين، وهو تغيير جذري عن التصاميم الثقيلة والأكثر صلابة التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
شهدت ريبوك نقطة تحول في الثمانينيات مع إطلاق حذاء “فري ستايل”، وهو حذاء مصمم خصيصًا للنساء. استغل “فري ستايل” جنون رياضة الأيروبكس في تلك الفترة، مقدماً خيارًا أنيقًا وعمليًا لعشاق اللياقة البدنية. لم يقتصر نجاحه على ترسيخ مكانة ريبوك في سوق الملابس الرياضية، بل جعلها أيضًا أول علامة تجارية كبرى تولي اهتمامًا خاصًا للنساء في تصاميمها.
تحت قيادة الأخوين فوستر، توسعت ريبوك في الولايات المتحدة، حيث اكتسبت شعبية بين الرياضيين المحترفين والمستهلكين العاديين على حد سواء. أسهمت شراكات العلامة التجارية مع أيقونات اللياقة البدنية وحملاتها التسويقية الجريئة في تعزيز مكانتها، مما جعل ريبوك اسمًا مألوفًا بحلول نهاية العقد.
لم يكن الأخوان فوستر مجرد رجال أعمال، بل كانا مبتكرين يسعيان باستمرار لدفع حدود ما يمكن تحقيقه في الملابس الرياضية. من إدخال تقنيات رائدة مثل نظام “بامب” في أواخر الثمانينيات إلى التعاون مع الرياضيين والمصممين، حرص جوزيف وجيف على أن تظل ريبوك في طليعة اتجاهات الصناعة.
امتد تأثيرهما إلى ما هو أبعد من معدات الأداء. أصبحت ريبوك ظاهرة ثقافية تبناها الفنانون والمشاهير والشباب في مختلف الثقافات الفرعية. هذا المزيج بين الأداء الرياضي وجاذبية أزياء الشارع وضع نموذجًا للعلامات التجارية الرياضية الحديثة.
على الرغم من أن جوزيف وجيف فوستر تنحيا عن العمليات اليومية في وقت لاحق، إلا أن إرثهما لا يزال مستمرًا. ريبوك، التي أصبحت الآن علامة تجارية عالمية ذات قاعدة جماهيرية واسعة، تظل شهادة على رؤيتهما وروح الريادة التي تحليا بها. تستمر الشركة في الابتكار مستندة إلى مبادئ الجودة والأداء والشمولية التي زرعها الأخوان فوستر.