Louis-Ulysse Chopard

لويس-أوليس شوبارد (4 مايو 1836 – 21 يونيو 1915) كان صانع ساعات سويسري أسس شركة الساعات الفاخرة “شوبارد”.
وُلِد في قرية سونفيلييه الصغيرة في سويسرا، وهي منطقة معروفة بتقاليد صناعة الساعات. منذ صغره، أبدى اهتمامًا كبيرًا بفن الساعات، وهو ما دفعه في النهاية إلى الظهور كواحد من رموز الحرفية الفاخرة. بدأت رحلته عندما أصبح متدربًا في ورشة صانع ساعات محلي وهو في التاسعة عشرة من عمره فقط، حيث برز بسرعة بفضل موهبته وتفانيه وانتباهه الدقيق للتفاصيل.
في عام 1860، وبفضل طموحه ورغبته في الحرية الإبداعية، أسس لويس–أوليس ورشته الخاصة في قرية فلورييه. ركز في البداية على إنتاج ساعات الجيب عالية الجودة، والتي سرعان ما لقيت استحسانًا بفضل دقتها وتصميمها الأنيق. لم تكن ساعات شوبارد مجرد أدوات لقياس الوقت؛ بل كانت تعبيرات عن فن وابتكار وضع معايير جديدة في مجتمع صناعة الساعات.
حقق “شوبارد” تقدمًا كبيرًا في عالم صناعة الساعات من خلال تقديمه “الكرونومتر“، وهو جهاز أحدث ثورة في دقة قياس الوقت. دفعه هذا الروح الريادية إلى تطوير آليات متقدمة وتحسين تصميماته، مما جذب انتباه الجامعين والهواة على حد سواء. كرّس نفسه لصناعة قطع تجسد التفوق الفني والجمال الجمالي، مما أسس الأساس لعلامة تجارية ستصبح رائدة في صناعة الساعات الفاخرة.
مع تزايد الطلب على ساعاته الاستثنائية، أدرك لويس–أوليس الإمكانية للتوسع، فبدأ في التفرع إلى مجال المجوهرات. كانت هذه الخطوة الاستراتيجية نقطة تحول مهمة في تاريخ “شوبارد“، حيث سمحت للعلامة التجارية بجذب جمهور أوسع مع الحفاظ على التزامها بالجودة. في عام 1888، قدمت “شوبارد” أول ساعة يد لها، وهي ابتكار لم يعكس رؤيته الإبداعية فحسب، بل وضع العلامة التجارية في طليعة صناعة الساعات المتطورة.
شهدت أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين فترة تحول لشركة “شوبارد“. بدأت تصميماته تعكس الحركات الفنية في ذلك الوقت، بما في ذلك الخطوط الأنيقة للآرت نوفو والتصاميم الهندسية للفن الزخرفي (آرت ديكو). أظهرت هذه التطورات قدرة شوبارد على التكيف مع الأذواق المتغيرة مع الحفاظ على أسلوب مميز يتسم بالفخامة والأناقة. أسهمت إضافة المواد الثمينة والتفاصيل الدقيقة في تعزيز سمعة العلامة التجارية كقائدة في صناعة الساعات.
حدثت نقطة تحول كبيرة في عام 1963 عندما استحوذ رجل الأعمال الألماني المبدع كارل شوفيل الثالث على “شوبارد“. تحت قيادته، شهدت العلامة التجارية تحولاً ملحوظًا حيث تحولت نحو الفخامة الراقية. وسّعت هذه الخطوة الاستراتيجية من وجود شوبارد الدولي، وجعلتها متوافقة مع الأحداث البارزة والعملاء النخبة. ومن الجدير بالذكر أن شوبارد كانت الشريك الرسمي لمهرجان كان السينمائي لعقود، مما يُظهر التزامها بالتميز في صناعة الساعات وتصميم المجوهرات.
في المشهد المعاصر، تبرز “شوبارد” ليس فقط بفضل منتجاتها الفاخرة ولكن أيضًا بفضل التزامها بالاستدامة والممارسات الأخلاقية. تروج العلامة التجارية بنشاط لمصادر المواد المسؤولة، مما يضمن أن تعكس إبداعاتها الأناقة والشعور بالمسؤولية الاجتماعية على حد سواء. من خلال تبني هذه القيم، تعيد شوبارد تعريف الفخامة للمستهلك العصري، حيث تمزج بين الحرفية الخالدة والفكر المستقبلي.
اليوم، تُعتبر “شوبارد” مرادفًا للفخامة والإبداع والسعي الدؤوب نحو الكمال. يعيش إرث لويس–أوليس شوبارد من خلال كل قطعة ساعات وجوهرة تُصنع بعناية فائقة، مما يلهم أجيالاً من الحرفيين وعشاق الفخامة على حد سواء. ومع تقدم العلامة التجارية نحو المستقبل، تظل ثابتة في مهمتها لدمج التقاليد مع الابتكار، مما يضمن أن تظل جوهر “شوبارد” قائماً في عالم الموضة والفخامة المتطور باستمرار.