Louis Vuitton

لويس فويتون (4 أغسطس 1821 – 27 فبراير 1892) كان مصمم أزياء فرنسيًا ومؤسس علامة لويس فويتون للسلع الجلدية. وُلِد المصمم المستقبلي في بلدة أنشاي الواقعة شرق فرنسا. كان والده نجارًا وغرس في ابنه حب العمل اليدوي. خلال شبابه، كانت السكك الحديدية تُبنى بنشاط في جميع أنحاء البلاد، وأصبح السفر بالقطار أكثر شيوعًا، مما أدى إلى زيادة الطلب على المهن المتعلقة بالسكك الحديدية والأغراض المستخدمة أثناء السفر. أصبح تصميم وصناعة الحقائب مهنة مربحة للغاية، مما ألهم لويس، البالغ من العمر أربعة عشر عامًا، للقيام برحلته الأولى إلى باريس. كان يخطط لتعلم حرفة صناعة الحقائب، ولكن المشكلة كانت أن والده لم يتمكن من إعطائه المال للرحلة نظرًا لوضع العائلة المتواضع.
لم يمنع ذلك الشاب الطموح، ولم يتخلَّ عن حلمه. سار لويس فويتون إلى باريس على قدميه، وقطع مسافة 400 كيلومتر. وخلال رحلته، اضطر إلى العمل لتأمين طعامه. وفي العاصمة، وجد وظيفة كمتدرب لدى السيد مارشال، وهو صانع صناديق محترف. خلال ثلاث سنوات، أتقن لويس هذا الفن بفضل موهبته الكبيرة. وبحلول عام 1840، تمت ترقيته إلى منصب المساعد الأول للمعلم.
أصبحت حقائب لويس فويتون معروفة بسرعة في باريس بفضل جودتها العالية ودقة صنعها. وبدأ الزبائن البارزون في الالتفات إليه، حتى أن الإمبراطورة أوجيني دي مونتيجو، زوجة نابليون الثالث، أصبحت إحدى زبائنه في عام 1853، مما جعله الصانع الشخصي لحقائبها. وبذلك، بدأ صيته في الانتشار بين النخبة الباريسية.
بعد عام واحد فقط، افتتح أول متجر يحمل اسم “Louis Vuitton: Malletier à Paris” في عام 1854. لا يزال لافتة المتجر الأصلية موجودة حتى اليوم، ولا يزال المبنى يجذب السياح وعشاق الموضة من جميع أنحاء العالم. يُعتبر الحقيبة المستطيلة أحد أعظم إنجازات فويتون، حيث كانت الحقائب في ذلك الوقت ذات جوانب محدبة، مما جعل تكديسها فوق بعضها البعض أمرًا صعبًا. قرر لويس تصحيح هذه المشكلة.
في عام 1858، صمم لويس فويتون حقيبة “Trianon”، التي تتميز بغطاء مسطح، وإغلاق قوي، وزوايا حديدية، بالإضافة إلى تغطية الأجزاء الخشبية بمواد مقاومة للماء. جعل هذا التصميم الجديد الحقيبة أكثر راحةً ومتانة. كان الطلب على هذا الابتكار ضخمًا لدرجة أنه في غضون عامين، افتتح فويتون ورشته الخاصة، حيث بدأت الحقائب تُنتَج على نطاق صناعي.
أصبحت علامة لويس فويتون التجارية مشهورة ليس فقط في باريس ولكن في جميع أنحاء فرنسا، ولذلك قرر فويتون توسيع نطاق منتجاته، مضيفًا إكسسوارات يحتاجها المسافرون. ومع زيادة شعبية العلامة التجارية، بدأت المنتجات المقلدة في الظهور. لذا، في عام 1885، قرر فويتون ابتكار تصميم مميز لمنتجاته، حيث استخدم القماش البني بنمط المربعات الفاتحة والداكنة، كما أضاف توقيعه الشخصي على كل قطعة. وبعد ذلك بشهر واحد، توفي هذا المصمم العظيم في عام 1892.
لا تتوفر معلومات كثيرة عن حياة لويس فويتون الشخصية، ولكن من المعروف أن لديه ابنًا يُدعى جورج، الذي تولى إدارة الشركة بعد وفاة والده الموهوب. بدأ جورج بمساعدة والده منذ سن المراهقة، لذا واصل العمل بسلاسة بعد وفاته. يُنسب إلى جورج ابتكار شعار لويس فويتون المألوف، الذي لا يزال حتى اليوم رمزًا للدار.
بذل جورج فويتون جهدًا كبيرًا في نشر علامة لويس فويتون خارج فرنسا، فظهرت إعلاناتها في عواصم أوروبا، وكذلك في نيويورك، بوينس آيرس، وبرازيليا. وفي عام 1936، بعد وفاة جورج، انتقلت إدارة الشركة إلى ابنه غاستون فويتون، الذي نجح لاحقًا في دخول السوق الآسيوية، حيث افتتح متاجر في تايوان واليابان وكوريا الجنوبية. وبحلول عام 1989، أصبحت تصاميم لويس فويتون تُباع في 130 متجرًا في فرنسا ومختلف دول العالم.