سيرة

وُلِد فرانسيسكو رابانيدا كويرفو في 18 فبراير 1934 في بلدة باساخيس الباسكية، وهو معروف أكثر باسمه المستعار باكو رابان، وهو مصمم أزياء إسباني اشتهر في عالم الموضة الفرنسية، ثم انتشر اسمه عالميًا.

قلب باكو رابان مفهوم الملابس التقليدي رأسًا على عقب عندما قدم مجموعته الأولى للأزياء الراقية في باريس عام 1966 تحت اسم “اثنا عشر فستانًا غير قابل للارتداء”. أثارت هذه المجموعة اهتمامًا واسعًا بالمواد والتقنيات الجديدة، وأثرت في أجيال لاحقة من المصممين، ما جعلها نقطة تحول في تاريخ الموضة.

كان من المحتم أن يصبح باكو رابان مصمم أزياء، فقد كانت والدته تعمل كرئيسة للخياطة في دار الأزياء الإسبانية بالينسياغا، التي كانت آنذاك في مدينة سان سيباستيان.

في عام 1937، وبعد اندلاع الحرب الأهلية الإسبانية، ساعد بالينسياغا عائلة رابان على الانتقال إلى باريس، حيث افتتح متجره هناك.

في منتصف الخمسينيات، بدأ باكو دراسة الهندسة المعمارية في المدرسة الوطنية للفنون الجميلة (École Nationale des Beaux-Arts). في الوقت نفسه، كان يكسب لقمة عيشه من خلال رسم التصاميم لعلامتي ديور وجيفنشي، ثم عمل في ورشة المهندس المعماري الفرنسي الرائد أوغست بيريه، المتخصص في البناء بالخرسانة المسلحة.

كان شغف رابان بالموضة دافعًا له للبحث عن طريقة تجمع بين الهندسة المعمارية وتصميم الملابس. وفي أوائل الستينيات، بدأ بتصميم فساتين لدور الأزياء جيفنشي ونينا ريتشي.

منذ عام 1962، بدأ رابان في تطوير إكسسوارات بلاستيكية لفتت انتباه متاجر الأزياء الفاخرة في أمريكا.

في فبراير 1966، حقق باكو رابان نجاحه المنتظر عند إطلاق مجموعته الأولى الشهيرة “اثنا عشر فستانًا غير قابل للارتداء”.

تألفت المجموعة من فساتين سهرة، وملابس سباحة، وإكسسوارات، وأحزمة، ونظارات شمسية، وحقائب، وقبعات، مصنوعة من أقراص بلاستيكية خفيفة الحركة بأشكال هندسية مثل المكعبات والدوائر واللوالب، وبألوان زاهية كالأحمر والبرتقالي والذهبي والفضي.

بدت هذه المجموعة وكأنها ستلغي الحاجة إلى الإبرة والخيط، لتحل محلها أدوات مثل الكماشة، والأسلاك، والمثقاب، والمطرقة الخاصة بقطع البلاستيك. واعتبرها الكثيرون أكبر ثورة في عالم الموضة في ذلك الجيل.

ومن الحقائق الطريفة أن جميع الفساتين تضمنت أقراصًا إضافية وحلقات سلكية تحسبًا لأي تلف.

عزا باكو رابان نجاحه الفوري إلى الابتكار، قائلاً:
“فساتيني تحظى بشعبية لأنها صادمة، والمرأة التي ترتديها لا يمكن أن تمر دون أن يلاحظها أحد”.

كان يرى أن المرأة التي تعمل طوال اليوم ببدلة أنيقة وأحذية مريحة يجب أن تعود مساءً غامضة وأنثوية. وكان هدفه منحها ما يشبه “جلدًا ثانيًا” ناعمًا، ولكن زاويًا ومرنًا في الوقت ذاته.

استخدم مواد لم يجرؤ أحد على استخدامها من قبل في عالم الموضة، ولكنه جعلها تنبض بالحياة.

في عام 1967، أسس المصمم علامته التجارية الخاصة “باكو رابان”، وقدم مجموعته التالية التي تضمنت فساتين ومعاطف جلدية مزينة بالحلقات المعدنية. كما أعاد استخدام تصاميمه الأولى المصنوعة من الإطارات والألواح المعدنية.

اتسمت ملابسه البلاستيكية الثورية بألوان فاتحة، ولكنها تحولت إلى درجات أكثر قتامة عند دمجها بالجلد الفضي والبني.

في عام 1969، أطلق باكو رابان أول عطر له، “كالاندري” (Calandre)، الذي استوحى اسمه من الشبك المعدني الأمامي للسيارة.

كان الهدف من العطر أن يعكس أجواء متجره، المليء بالهياكل المعدنية والكراسي المصنوعة من مقاعد سيارات رياضية.

أصبحت كالاندري من أكثر العطور شهرة، ما أدى إلى دخول باكو رابان في عصر ذهبي استمر لعشرين عامًا في عالم العطور، بينما تراجع اهتمام الجمهور بملابسه، حيث بدت تصاميمه التي كانت تعكس روح الستينيات قديمة الطراز بحلول الثمانينيات.

في عام 1999، نشر المصمم عدة كتب، وفي العام نفسه قرر الابتعاد عن عالم الموضة.

حاليًا، أصبحت علامة “باكو رابان” مملوكة لمجموعة “بويغ” (Puig) الإسبانية للأزياء، والتي تتخذ من برشلونة مقرًا لها.