سيرة

كان أوليس ناردين صانع ساعات سويسريًا أسطوريًا أسس شركته التي تحمل اسمه عام 1846، وسرعان ما اشتهر بتطوير الكرونومترات البحرية فائقة الدقة. وُلِد عام 1823 في لو لوكل بسويسرا لعائلة تعمل في صناعة الساعات، حيث غرس فيه والده، ليونارد-فريديريك ناردين، شغفًا بعالم قياس الوقت منذ الصغر. لاحقًا، صقل أوليس مهاراته تحت إشراف صانع الساعات المرموق ويليام دوبوا.

منذ البداية، ركّز أوليس ناردين على تطوير أدوات بحرية دقيقة تلبي احتياجات صناعة الملاحة البحرية. في القرن التاسع عشر، كانت الكرونومترات البحرية الموثوقة ضرورية للملاحة في أعالي البحار، وسرعان ما أصبحت ساعات ناردين الخيار المفضل للعديد من القوات البحرية حول العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة واليابان وروسيا. وقد عزّزت الجوائز العديدة التي حصل عليها في المعارض الدولية والمسابقات الفلكية مكانته كأحد رواد صناعة الساعات الدقيقة.

بعد وفاة أوليس عام 1876، تولى ابنه بول-ديفيد ناردين قيادة الشركة، مستمرًا في إرث والده من الابتكار والحرفية. وخلال قيادته، عززت العلامة التجارية سمعتها، حيث قامت بتزويد أكثر من 50 قوة بحرية وشركات شحن بالكرونومترات البحرية بحلول أوائل القرن العشرين.

طوال القرن العشرين، وسّعت أوليس ناردين مجموعاتها لتشمل ساعات اليد الفاخرة، حيث مزجت بين براعتها التقنية وتصاميمها الأنيقة. اكتسبت العلامة التجارية شهرة واسعة بفضل روحها الابتكارية، وأطلقت مجموعات رائدة مثل “Astrolabium Galileo Galilei” في عام 1985، والتي دخلت موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر الساعات تعقيدًا في ذلك الوقت. تميزت هذه الساعة ذات التقويم الدائم بقدرتها على تتبع الأجرام السماوية، مما عزز نهج الشركة المبدع في صناعة الساعات.

في العصر الحديث، تواصل أوليس ناردين دفع حدود الابتكار تحت قيادة رولف شنايدر، الذي استحوذ على الشركة عام 1983، ولاحقًا مع باتريك برونيو كرئيس تنفيذي. تبنت العلامة التجارية أحدث التقنيات، بما في ذلك استخدام مكونات السيليكون في آليات الحركة، مما حسّن من دقة الساعات ومتانتها. ولا تزال إبداعاتها مطلوبة بشدة من قبل هواة جمع الساعات وعشاق الفخامة، بفضل تميزها في الجمع بين الدقة والتقنية والفن.

اليوم، تبقى أوليس ناردين رمزًا للتميز السويسري في صناعة الساعات، حيث تجمع بين التقاليد والتطورات التكنولوجية. ويعزز ارتباطها العميق بالبحر وسعيها الدائم نحو الدقة مكانتها كعلامة مفضلة بين المحترفين البحريين وعشاق الساعات الفاخرة، مما يحافظ على إرث مؤسسها.